فصل: الإعراب:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.الفوائد:

اختلفت أقوال المفسرين في هذا الخطاب على ثلاثة أقوال:
1- قال عكرمة {يا أيها المزمّل} بالنبوّة والمتدثّر بالرسالة وعنه أيضا: يا أيها الذي زمّل هذا الأمر أي حمله ثم فتر.
2- قال ابن عباس: {يا أيها المزمّل} بالقرآن.
3- قال قتادة: {يا أيها المزمّل} بثيابه، وكان هذا في ابتداء ما أوحي إليّه فإنه صلى الله عليه وسلم لما جاءه الوحي في غار حراء رجع إلى خديجة زوجه يرجف فؤاده فقال: «زمّلوني زمّلوني لقد خشيت على نفسي» أن يكون هذا مبادئ شعر أو كهانة وكل ذلك من الشيطان وأن يكون الذي ظهر بالوحي ليس الملك فقالت له خديجة وكانت وزيرة صدق كلا واللّه لا يخزيك اللّه أبدا إنك تصل الرحم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق.
وقيل أنه صلى الله عليه وسلم كان نائما في الليل متزمّلا في قطيفة فنودي بما يهجن تلك الحالة التي كان عليها من التزمّل في قطيفته، وقد تشبث الزمخشري بهذا الرأي وقال عبارة بليغة في حدّ ذاتها ولكنه أساء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وننقل فيما يلي عبارته وتعقيب ابن المنير عليها لطرافتهما ولكونهما من الأدب الرفيع:
قال الزمخشري: وكان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم نائما بالليل متزمّلا في قطيفته فنودي بما يهجن إليه الحالة التي كان عليها من التزمّل في قطيفته واستعداده للاستثقال في النوم كما يفعل من لا يهمّه أمر ولا يعنيه شأن، ألا ترى إلى قول ذي الرمّة:
وكائن تخطّت ناقتي من مفازة ** ومن نائم عن ليلها متزمّل

يريد الكسلان المتقاعس الذي لا ينهض في معاظم الأمور وكفايات الخطوب ولا يحمل نفسه المشاق والمتاعب ونحوه:
فأتت به حوش الفؤاد مبطنا ** سهدا إذا ما نام ليل الهوجل

وفي أمثالهم:
أوردها سعد وسعد مشتمل ** ما هكذا يا سعد تورد الإبل

فذمّه بالاشتمال بكسائه وجعل ذلك خلاف الجدّ والكيس وأمر بأن يختار على الهجود التهجد، وعلى التزمّل التشمّر والتخفّف للعبادة والمجاهدة في اللّه لا جرم أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قد تشمّر لذلك مع أصحابه حق التشمّر وأقبلوا على إحياء لياليهم ورفضوا له الرقاد والدعة وتجاهدوا فيه حتى انتفخت أقدامهم واصفرّت ألوانهم وظهرت السيما في وجوههم وترامى أمرهم إلى حد رحمهم له ربهم فخفف عنهم.
ولعمري لقد أنصف الزمخشري النبي وأصحابه ووصف عبادتهم وإنضاء نفوسهم وصفا يليق بهم بيد أن العبارات الأولى موهمة قليلا لذلك أخذها عليه ابن المنير بقوله: أما قوله الأول أن نداءه تهجين للحالة التي ذكر أنه كان عليها واستشهاده بالأبيات المذكورة فخطأ وسوء أدب ومن اعتبر عادة خطاب اللّه تعالى له في الإكرام والإجلال علم بطلان ما تخيله الزمخشري فقد قال العلماء أنه لم يخاطب باسمه نداء وإن ذلك من خصائصه دون سائر الرسل إكراما له وتشريفا فأين نداؤه بصيغة مهجنة من ندائه باسمه واستشهاده على ذلك بأبيات قيلت ذمّا في جفاة حفاة من الرعاة فأنا أبرأ إلى اللّه من ذلك وأربأ به صلى الله عليه وسلم: ولقد ذكرت بقوله (أوردها سعد وسعد مشتمل) ما وقفت عليه من كلام ابن خروف النحوي يردّ على الزمخشري ويخطئ رأيه في تصنيفه المفصل وإجحافه في الاختصار بمعاني كلام سيبويه حتى سمّاه ابن خروف البرنامج وأنشد عليه:
أوردها سعد وسعد مشتمل ** ما هكذا يا سعد تورد الإبل

أقول: ولا مندوحة عن القول أن ابن المنير قد تجنى على الزمخشري كثيرا وتجاهل ما أورده من الوصف الممتع الدقيق لتشميره صلى الله عليه وسلم وعبادته ولكن إيراد الأبيات التي قيلت في الذم بهذا الصدد خطأ وقع فيه الزمخشري وربّ خطأ نشأ عن صواب ولا بأس بعد هذا من إيراد عبارة السهيلي بهذا الصدد فقد بلغ بها الغاية في التعليل والتأويل والتلطف في التحليل قال: ليس المزمّل باسم من أسمائه عليه الصلاة والسلام يعرف به وإنما هو مشتق من حالته التي كان التبس بها حالة الخطاب والعرب إذا قصدت الملاطفة بالمخاطب تترك المعاتبة نادوه باسم مشتق من حالته التي هو عليها كقول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي كرّم اللّه وجهه: وقد نام ولصق بجنبه التراب: «قم أبا تراب» إشعارا بأنه ملاطف له فقوله: {يا أيها المزمّل} فيه تأنيس وملاطفة.

.[المزمل: الآيات 15- 20]

{إِنّا أرْسلْنا إِليْكُمْ رسُولا شاهِدا عليْكُمْ كما أرْسلْنا إِلى فِرْعوْن رسُولا (15) فعصى فِرْعوْنُ الرّسُول فأخذْناهُ أخْذا وبِيلا (16) فكيْف تتّقُون إِنْ كفرْتُمْ يوْما يجْعلُ الْوِلْدان شِيبا (17) السّماءُ مُنْفطِرٌ بِهِ كان وعْدُهُ مفْعُولا (18) إِنّ هذِهِ تذْكِرةٌ فمنْ شاء اتّخذ إِلى ربِّهِ سبِيلا (19) إِنّ ربّك يعْلمُ أنّك تقُومُ أدْنى مِنْ ثُلُثيِ اللّيْلِ ونِصْفهُ وثُلُثهُ وطائِفةٌ مِن الّذِين معك واللّهُ يُقدِّرُ اللّيْل والنّهار علِم أنْ لنْ تُحْصُوهُ فتاب عليْكُمْ فاقْرؤُا ما تيسّر مِن القرآن علِم أنْ سيكُونُ مِنْكُمْ مرْضى وآخرُون يضْرِبُون فِي الْأرْضِ يبْتغُون مِنْ فضْلِ اللّهِ وآخرُون يُقاتِلُون فِي سبِيلِ اللّهِ فاقْرؤُا ما تيسّر مِنْهُ وأقِيمُوا الصّلاة وآتُوا الزّكاة وأقْرِضُوا اللّه قرْضا حسنا وما تُقدِّمُوا لِأنْفُسِكُمْ مِنْ خيْرٍ تجِدُوهُ عِنْد اللّهِ هُو خيْرا وأعْظم أجْرا واسْتغْفِرُوا اللّه إِنّ اللّه غفُورٌ رحِيمٌ (20)}

.اللغة:

{وبِيلا} ثقيلا شديدا من قولهم كلأ وبيل وضم لا يستمرأ لثقله والوبيل العصا الضخمة ومنه الوابل للمطر العظيم وفي المصباح: وبلت السماء وبلا من باب وعد ووبولا اشتد مطرها وكان الأصل وبل مطر السماء فحذف للعلم به ولهذا يقال للمطر وابل والوبيل الوضيم وو معنى.

.الإعراب:

{إِنّا أرْسلْنا إِليْكُمْ رسُولا شاهِدا عليْكُمْ كما أرْسلْنا إِلى فِرْعوْن رسُولا} كلام مستأنف مسوق لخطاب أهل مكة على طريق الالتفات مر الغيبة في قوله: {واصبر على ما يقولون} وقوله: {والمكذبين}، وإن واسمها وجملة {أرسلنا} خبرها و{إليكم} متعلقان بـ: {أرسلنا} و{رسولا} مفعول به و{شاهدا} نعت لـ: {رسولا} و{عليكم} متعلقان بـ: {شاهدا} و{كما} نعت لمصدر محذوف أي إرسالا كإرسالنا إلى فرعون رسولا وما مصدرية وجملة {أرسلنا} لا محل لها و{إلى فرعون} متعلقان بـ: {أرسلنا} و{رسولا} مفعول به وإنما خصّ موسى وفرعون بالذكر لأن أخبارهما كانت منتشرة بمكة.
{فعصى فِرْعوْنُ الرّسُول فأخذْناهُ أخْذا وبِيلا} الفاء عاطفة و(عصى فرعون الرسول) فعل ماض وفاعل ومفعول به وإنما عرف الرسول لأن النكرة إذا أعيدت أعيدت معرفة بأل العهدية والعرب إذا قدّمت اسما ثم حكت عنه ثانيا أتوا به معرّفا بأل وأتوا بضميره لئلا يلتبس بغيره نحو رأيت رجلا فأكرمت الرجل ولو قلت فأكرمت رجلا لتوهم أنه غير الأول وسيأتي تحقيق هذا عند قوله: {إن مع العسر يسرا} وقوله صلى الله عليه وسلم: «لن يغلب عسر يسرين».
وعبارة أبي البقاء: إنما أعاده بالألف واللام ليعلم أنه الأول فكأنه قال فعصاه فرعون. {فأخذناه} عطف على {فعصى} وهو فعل ماض وفاعل ومفعول به و{أخذا} مفعول مطلق و{وبيلا} نعت.
{فكيْف تتّقُون إِنْ كفرْتُمْ يوْما يجْعلُ الْوِلْدان شِيبا} الفاء عاطفة وكيف اسم استفهام في محل نصب على الحال و{تتقون} فعل مضارع مرفوع والواو فاعل و{إن} شرطية و{كفرتم} فعل ماض وفاعل في محل جزم فعل الشرط والجواب محذوف دلّ عليه ما قبله أي فكيف تتقون و{يوما} مفعول {تتقون} أي فكيف تقون أنفسكم يوم القيامة وهوله إن بقيتم على الكفر ولم تؤمنوا وتعملوا صالحا ويجوز أن يكون ظرفا أي فكيف لكم بالتقوى في يوم القيامة إن كفرتم قاله الزمخشري وردّ عليه السمين بأنه لا يجوز أن ينتصب ظرفا لأنهم لا يكفرون في ذلك اليوم بل يؤمنون فيه لا محالة ويجوز أن ينتصب بنزع الخافض أي إن كفرتم بيوم القيامة. وجملة {يجعل} صفة لـ: {يوما} و{الولدان} مفعول به أول و{شيبا} مفعول به ثان، وسيأتي مزيد من معنى هذا الوصف في باب البلاغة.
{السّماءُ مُنْفطِرٌ بِهِ كان وعْدُهُ مفْعُولا} الجملة صفة ثانية لـ: {يوما} و{السماء} مبتدأ و{منفطر به} خبر وقد يسأل سائل لم لم تؤنّث الصفة فيقال منفطرة ويجاب بأجوبة منها أن هذه الصيغة صيغة نسب أي ذات انفطار نحو امرأة مرضع وحائض أي ذات إرضاع وذات حيض ومنها أنها لم تؤنّث لأن السماء بمعنى السقف قال تعالى: {وجعلنا السماء سقفا محفوظا}.
قال الزمخشري: وصف لليوم بالشدّة أيضا وإن السماء على عظمها وإحكامها تنفطر فيه فما ظنك بغيرها من الخلائق والمعنى ذات انفطار أو على تأويل السماء بالسقف والباء في {به} مثلها في قولك: فطرت العود بالقدوم فانفطر به.
فتكون على رأي الزمخشري للاستعانة وقيل سببية، وقال القرطبي إنها بمعنى في والجميع سواء.
و{كان} فعل ماض ناقص و{وعده} اسمها و{مفعولا} خبرها والوعد مصدر مضاف لفاعله فيكون الضمير في {به} عائدا على اللّه تعالى ويجوز أن يعود على اليوم فيكون الوعد مصدرا مضافا إلى مفعوله أي وعد يوم القيامة والفاعل محذوف.
{إِنّ هذِهِ تذْكِرةٌ فمنْ شاء اتّخذ إِلى ربِّهِ سبِيلا} {إن} واسمها والإشارة إلى الآيات الناطقة بالوعد والوعيد و{تذكرة} خبرها والفاء عاطفة و{من} شرطية مبتدأ و{شاء} فعل ماض في محل جزم فعل الشرط ومفعول {شاء} محذوف تقديره فمن شاء النجاة، و{اتخذ} فعل ماض في محل جزم جواب الشرط وفعل الشرط وجوابه خبر من و{إلى ربه} حال لأنه كان في الأصل صفة لـ: {سبيلا} و{سبيلا} مفعول {اتخذ}.
{إِنّ ربّك يعْلمُ أنّك تقُومُ أدْنى مِنْ ثُلُثيِ اللّيْلِ} جملة مستأنفة مسوقة لإيضاح ما أجمل في أول السورة وإن واسمها وجملة {يعلم} خبرها وأن وما في حيّزها سدّت مسدّ مفعولي {يعلم} والكاف اسم أن وجملة {تقوم} خبر {أنك} و{أدنى} ظرف زمان أي وقتا أدنى و{من ثلثي الليل} متعلقان بـ: {أدنى} وإنما استعير الأدنى وهو الأقرب للأقل لأن المسافة إذا دنت بين الشيئين قلّ ما بينهما من الأحياز وإذا بعدت كثر ذلك.
{ونِصْفهُ وثُلُثهُ} أوضح الزمخشري هذا الإعراب بقوله: وقرئ {ونصفه وثلثه} بالنصب على أنك تقوم أقل من الثلثين وتقوم النصف والثلث وهو مطابق لما مرّ في أول السورة من التخيير بين قيام النصف بتمامه وبين قيام الناقص منه وهو الثلث وبين قيام الزائد عليه وهو الأدنى من الثلثين. وقرئ {ونصفه وثلثه} بالجر أي تقوم أقل من الثلثين وأقل من النصف والثلث وهو مطابق للتخيير بين النصف وهو أدنى من الثلثين والثلث وهو أدنى من النصف والربع وهو أدنى من الثلث وهو الوجه الأخير.
{وطائِفةٌ مِن الّذِين معك} الواو حرف عطف و{طائفة} عطف على ضمير {تقوم} وجاز من غير تأكيد للفصل وقيام طائفة من أصحابه كذلك للتأسّي به ومنهم من كان لا يدري كم صلّى من الليل وكم بقي منه فكان يقوم الليل كله احتياطا فقاموا حتى انتفخت أقدامهم سنة أو أكثر فخفّف اللّه عنهم، و{من الذين} صفة لـ: {طائفة} و{معك} ظرف متعلق بمحذوف هو الصلة.
{واللّهُ يُقدِّرُ اللّيْل والنّهار} الواو استئنافية و{اللّه} مبتدأ وجملة {يقدّر الليل والنهار} خبر.
{علِم أنْ لنْ تُحْصُوهُ فتاب عليْكُمْ فاقْرؤُا ما تيسّر مِن القرآن} {علم} فعل ماض وفاعله مستتر تقديره هو وأن مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن المحذوف وجملة {لن تحصوه} خبرها وأن وما في حيّزها سدّت مسدّ مفعولي {علم} والضمير في {تحصوه}.
قال الزمخشري المصدر يقدّر أي علم أنه لا يصحّ منك ضبط الأوقات ولا يتأتى حسابها بالتعديل والتسوية إلا أن تأخذوا بالأوسع للاحتياط وذلك شاق عليكم بالغ منكم. وهذا أحسن من قول الجلال وغيره يعود إلى الليل لأنه المحدّث عنه أول السورة وإن كان المعنى واحدا.
{فتاب} عطف على {علم} و{عليكم} متعلقان بتاب والفاء عاطفة واقرءوا فعل أمر وفاعل و{ما} مفعول به وجملة {تيسر} صلة و{من القرآن} متعلقان به.
{علِم أنْ سيكُونُ مِنْكُمْ مرْضى وآخرُون يضْرِبُون فِي الْأرْضِ} الجملة مستأنفة وأن مخففة من الثقيلة أي أنه وجملة {سيكون} خبرها و{منكم} خبر يكون المقدّم و{مرضى} اسمها المؤخر {وآخرون} مبتدأ و{منكم} حال وجملة {يضربون في الأرض} خبر أي يسافرون.
{يبْتغُون مِنْ فضْلِ اللّهِ وآخرُون يُقاتِلُون فِي سبِيلِ اللّهِ} جملة {يبتغون} حالية من الضمير في {يضربون} و{من فضل اللّه} متعلقان بـ: {يبتغون} {وآخرون} مبتدأ وجملة {يقاتلون في سبيل اللّه} خبر وهذه الفرق الثلاث يشقّ عليهم ما ذكر من قيام الليل.
{فاقْرؤُا ما تيسّر مِنْهُ وأقِيمُوا الصّلاة وآتُوا الزّكاة} الفاء عاطفة واقرءوا فعل أمر وفاعل وما مفعول به وجملة {تيسر} صلة و{منه} متعلقان بـ: {تيسر}، {وأقيموا الصلاة} فعل أمر وفاعل ومفعول به {وآتوا الزكاة} عطف على {أقيموا الصلاة}.
{وأقْرِضُوا اللّه قرْضا حسنا وما تُقدِّمُوا لِأنْفُسِكُمْ مِنْ خيْرٍ تجِدُوهُ عِنْد اللّهِ هُو خيْرا وأعْظم أجْرا} {وأقرضوا اللّه} فعل أمر وفاعل ومفعول و{قرضا} مفعول مطلق و{حسنا} نعت والواو عاطفة و{ما} شرطية في محل نصب مفعول مقدم لـ: {تقدموا} و{تقدموا} فعل الشرط و{لأنفسكم} متعلقان بـ: {تقدموا} و{من خير} حال و{تجدوه} جواب الشرط و{عند اللّه} ظرف لـ: {تجدوه} وهو ضمير فصل أو تأكيد للضمير.
ووهم أبو البقاء فيجاز أن يكون بدلا من الهاء ولو كان بدلا لطابق في النصب فكان يكون إياه.
و{خيرا} مفعول به ثان لـ: {تجدوه} {وأعظم} عطف على {خيرا} و{أجرا} تمييز وجاز أن يكون هو فصلا وإن لم يقع بين معرفتين لأنه وقع بين معرفة ونكرة ولكن النكرة يشبه المعرفة لامتناعه من التعريف بأداة التعريف ووجه امتناعه من التعريف بها أنه اسم تفضيل ولا يجوز دخول أل عليه إذا كان معه {من} لفظا أو تقديرا وهنا {من} مقدرة أي خيرا مما خلفتم.
{واسْتغْفِرُوا اللّه إِنّ اللّه غفُورٌ رحِيمٌ} عطف على ما تقدم وإن واسمها وخبراها جملة اسمية تعليلية للاستغفار أي استغفروه في جميع أحوالكم فإن الإنسان مستهدف للتفريط.